الثلاثاء، 18 يونيو 2013

هل تعلم



( هل تعلم )

- أن أزهى عصور الإسلام مرت ولم يكن الأئمة الأربعة قد ولدوا بعد ، ولم تكن ما تسمى بعلوم الشريعة قد إستحدثت .

- أن الخلافة في الإسلام هي فقط الخلافة الراشدة وكل ما عداها و إعتادوا أن يطلقوا عليها خلافة هي حكم ملكي أو ملكا عضود .

- هل تعلم أن معظم فقه الأئمة الأربعة لم يقوموا بتدوينه و إنما دونه تلاميذهم وفي معظم الأحيان بعد وفاتهم كما أن هؤلاء التلاميذ قد أضافوا لكل مذهب من أفكارهم الخاصة الكثير و الكثير .

- هل تعلم أن الفتوى الحق في الإسلام تكون بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فإن لم تجد نص كان الإجتهاد و أن الإجتهاد يتغير بتغير الزمان والمكان ولا يوجد مصدر آخر للفقه في الإسلام .

- هل تعلم أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله حينما طلبوا منه في حياته أن يدون مذهبه رفض وقال إن الفتوى تتغير بتغير الزمان و المكان .

- هل تعلم أن هناك فتوى للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تقول بأن الزوجة غير ملزمة إلا بخدمة أطفالها و أن الزوج ملزم بإحضار خادم لها و لكن من تشددوا في الدين لا يأخذوا بهذه الفتوى رغم أنهم يأخذوا بفتواه بفرضية النقاب ! وهذا مثال من أمثلة عديدة .

- هل تعلم أن كتب الشريعة والفقه مليئة بأمور باطلة و جائرة نسبت للإسلام بهتانا وزورا .

- هل تعلم أن البعض أغلق باب الإجتهاد في الفقه منذ قرون دون آي وجه حق على ذلك ودون دليل من كتاب أو سنة .
Top of Form



النخب الفاسدة


بسم الله الرحمن الرحيم
(43)
هذا مقال لأحد صحفي جريدة التحرير الذي فضح نخب المستنقع المصري

على حساب صاحب المحل

مسكين الشعب المصرى.. هو ليس منكوبًا فقط فى من يحكمونه، لكن حظه مع نخبته وقادة الرأى لديه لا يقل سوءًا، وأشعر أن الجميع يستغفلونه ويرتزقون من المتاجرة بعذابه.
منذ عدة سنوات كنت فى نيويورك عندما هاتفنى صديق عزيز وأخبرنى بأنه قادم غدًا إلى أمريكا للمشاركة فى احتفال بتسلم مصر قطعة أثرية تم استردادها إيذانًا بعودتها للوطن، وأن وفدًا مصريًّا كبيرًا يضم كُتابًا وصحفيين ومشتغلين بالفكر والثقافة وبالطبع رجال الآثار، سيحضر إلى مدينة أطلانطا، حيث الحدث الكبير!
ورغم أنى لم أفهم مغزى المناسبة ولا معناها ولا سبب وجود الأسماء التى ذكرها لى فى حدث كهذا، فإن فرحتى بالمكالمة ورغبتى فى لقاء هذا الصديق، جعلتنى أقرر أن أطير إليه وألقاه هناك، خصوصًا أن مجموعة من الأصدقاء والمعارف كانوا ضمن المجموعة.
توجّهت من المطار مباشرة إلى فندق الريتز، كما أخبرنى صديقى، وأدهشنى أن تكون الإقامة بهذا الفندق الباذخ المعروف بمستواه الفاخر وأسعاره المرتفعة. وهناك التقيت بجمع كبير من أهل الفكر والصحافة والإعلام وممثلين للصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون. وجدت أيضًا عددًا من أركان السفارة والقنصلية ومسؤولى المكاتب الإعلامية والثقافية والتجارية لمصر. أفضيت إلى صديقى بدهشتى من أن ترسل مصر الفقيرة البائسة على نفقتها كل هذا الجيش الجرار فى مناسبة هى فى أحسن الأحوال عادية، وكان يكفى فيها مسؤول من هيئة الآثار، فأخبرنى بأن مصر الدولة لا علاقة لها بهذا الحدث، وإنما يتولى الأمر كله أحد رجال الأعمال ممن لهم بزنس فى مصر ومثله فى أمريكا، وأنه قد دعا كل هذا الجمع على نفقته ودفع لهم تذاكر الطائرة والإقامة الكاملة، علاوة على مصروف الجيب. قلت له إن هذا أسوأ بكثير.. وأعتقد أن إقامة الصحفيين ورجال الإعلام على نفقة مؤسساتهم هى أكرم وأدعى لاحتفاظ المرء بحياده وكبريائه فى أدائه المهنى. أما والحال هكذا، فقد تحوّل كل أصحاب الأسماء الكبيرة من قادة الرأى إلى مندوبى إعلانات وموظفى علاقات عامة يعملون فى خدمة رجل الأعمال هذا. طلب منى صديقى أن أهوّن على نفسى، لأن الأمر لا يستحق هذه الحدة، فرؤساء المؤسسات الصحفية يقومون منذ سنوات بالحفر العميق وقد «لهطوا» كل المهلبية وتركوا الصحفيين يتدبرون أمرهم بمعرفتهم.. مَن يستطيع أن يجلب إعلانات فليجلب، ومَن يستطيع أن يصادق تايكونًا ويتخذه راعيًا رسميًّا فليصادق، والحياة فى النهاية لا بد أن تجد مخرجًا! وتمنى صديقى أن يقوم كل رجال الأعمال باصطحاب الإعلاميين فى رحلات خارجية، حيث الأكل والشرب والأُنس والفرفشة!
ثلاثة أيام كاملة وجدت فيها مع كُتّاب مصر وصحفييها وقادة الرأى بها، شهدتهم يجلسون فى المطعم يأكلون كمن خرج للتو من مجاعة جنوب الصحراء. وأما عن السهر فقد أرغموا البار على أن يظل مفتوحًا حتى الفجر، والفاتورة مفتوحة وما عليك سوى أن توقّع وتكتب رقم الغرفة، وكله على حساب الممول الكريم. ولا أنكر أن الأصدقاء قد تلطفوا وعرضوا علىّ أن يتحدثوا إلى «صاحب الليلة»، فيضمنى إلى الفاتورة، حيث لاحظوا أننى الوحيد بين النزلاء الذى يدفع لنفسه ويقيم على نفقته الخاصة. شكرتهم على الأريحية والذوق ورفضت العرض الطيب، وأعترف أننى لم أندم أبدًا على قرارى هذا، خصوصًا عندما مرّ من أمامنا رجل الأعمال صاحب الأيادى البيضاء، وكنا نجلس فى ردهة الفندق، ووجدت الرجال الكبار والنساء الفضليات يقفون انتباهًا، وابتسامات واسعة تملأ وجوههم لتحية الرجل، وقد حيّاهم فى لطف وركب سيارته من أمام الفندق. وأكدت لى هذه اللحظة الفارقة معنى لم أشك فيه لحظة.. أكدت لى أنك تكون حُرًّا بقدر استغنائك، إذ وجدت نفسى الشخص الوحيد الذى ظل جالسًا بمكانه ولم يقف فى أثناء مرور المحسن الكريم. وأنا لا أحكى هذا من باب التفاخر، لكن لأنى شعرت وقتها أن مصر ليست بخير، وأن الكثير من كُتّابها وحمَلة مشاعل التنوير بها ليسوا كما يظنّهم الناس الطيبون. ولا أستطيع أن ألوم رجل الأعمال الشاطر على إدارته الناجحة لأعماله وقدرته على استقطاب رجال الفكر والإعلام، خصوصًا أن كل النفقات التى دفعها والتى بلغت ملايين الدولارات كلها مخصومة من الضرائب فى أمريكا، أى أنه لم يتكلّف شيئًا! أقول إننى لا ألومه على شطارته، لكنى ألعن الفقر وألعن الانسحاق الإنسانى الذى يجرّد الإنسان من اعتداده بنفسه ويجعله أسير السيد المانح. وفى الوقت نفسه أرثى لحال المواطن المصرى العادى الذى أسمعه أحيانًا يتحدّث بفخر عن الكاتب الفلانى الشجاع أو الصحفى العلانى الجسور، وأضحك ملء فمى، ولسان حالى يقول للمواطن المسكين: لقد شاهدت بأم عينى بطلك الهُمام مصطحبًا زوجته، يقومان بالشوبنج ويستمتعان بالإقامة المجانية على حساب صاحب المحل فى رحلة أطلانطا، بينما صاحب المحل الحقيقى أى المواطن المصرى يغط فى نوم عميق دون أن يدرى أن كتّابه المحبوبين موزعون بين باحث عن كرسى على الطائرات الرئاسية يأخذه إلى حيث الأسمطة المليئة بالأوزى والبعرور، أو ملتمس العزاء فى صحبة رجل أعمال كريم، أو.. يلتقط الحب فى العشة التى أسسها الوزير الفنان!


نظام الحكم في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
                                          (6)
* نظام الحكم في الإسلام :-
قال تعالى ( و أن أحكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهواءهم وإحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فإعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و إن كثيرا من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) 50 سورة المائدة
          صدق الله العظيم
-         كتبت من قبل عدة مرات عن نظام الحكم في الإسلام ولكن يبدو أن ما كتبت لم تقرأه العيون و لم يصل للأسماع ولم تستوعبه الأفهام ، كتب العديد من المفكرين عن نظم الحكم في الإسلام سواء من المعاصرين أو القدامى إلا أن معظم ما كتب في هذا الشأن لم يصل إلى حقيقة واضحة لنظام الحكم في الإسلام ، ونجد رغم ما في هذه الكتابات من أباطيل و عدم إثبات للحجة وأن بعضها مما كتبت في عهود الحكم الملكي و تأثرت به إلا أننا نجد من يحتج بهذه الكتابات حتى عصرنا هذا لمجرد أن من قال بها هم فقهاء يعتبرهم البعض من كبار الفقهاء و أنهم لا يخطئون فنزههم البعض عن الخطأ.
-         وفي البداية سنوضح أنه هناك حديث نبوي شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدد أن من بعده تأتي خلافة راشدة تدوم حوالي ثلاثين عاما ثم يأتي من بعدها ملكا عضود وهذا يعني أن الرسول قد أشاد و أثنى على نظام الحكم خلال هذه الفترة وهي فترة الخلافة الراشدة ، لذلك كل ما كتب عن نظام الحكم الإسلامي خارج إطار الخلافة الراشدة فلا يمت لنظم الحكم الإسلامي بصله .
-         لذلك نجد من الأخطاء الشائعة أنهم خدعوك فقالوا أن الحكم الملكي الأموي والعباسي و العثماني والفاطمي و الأيوبي و غيرهم أن كلا منها خلافة إسلامية ! فكل من يقول بذلك فهو يخالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .
-         كذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عرى الإسلام تنفصم بعد وفاته عروة عروة وقد بين لنا التاريخ أن أولى عرى الإسلام إنفصاما كان نظام الحكم وذلك على يد معاوية بن أبي سفيان رحمه الله حينما طالب بالبيعة لإبنه يزيد على غير رضى المسلمين وبحد السيف وكان يزيد هذا هو من قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وهو سيد شهداء أهل الجنة .
-         ونوضح أن أمر الخلافة الراشدة الذي يوضح نظام الحكم الإسلامي الوحيد و الراشد قد قامت على أمرين أساسيين وهما ا لشورى والبيعة وقبلهم كان الترشح لهذا المنصب الرفيع فكانت في البداية ترشح عدة أسماء من كبار الصحابة ثم يجتمع كبار الصحابة و رؤساء القبائل لإختيار الخليفة ثم لا تتم له الخلافة إلا بعد الحصول على البيعة من كل الصحابة و مبعوثين يمثلوا الأمصار ممن إرتضاهم الناس و زعماء القبائل وهذا هو حكم الأغلبية .
-         وهذا الشكل السابق يشبه بشكل كبير نظام الترشيح و التصويت في نظم الحكم الحديثة والديمقراطية وحكم الأغلبية.
-         ثم بالنسبة لمحاسبة الحاكم ومراجعته وعدم السمع والطاعة له فيما يخالف ما أمر به الله نجد أن سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه قد أسس له حينما قال إذا أحسنت فأعينوني و إذا أسأت فقوموني ، وكذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسؤاله للمسلمين ماذا تفعلون إذا ما إعوججت هكذا فرد عليه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه نقومك بسيوفنا هكذا وأشار بيده فحمد عمر بن الخطاب رب العالمين على ما قاله سيدنا علي ،أما عن القصص التى تم رد الخلفاء الراشدين فيها إذا ما أخطأوا فكثيرة ومتعددة ولا مجال لذكرها الأن .
-         بالنسبة لحرية العقيدة فنجد أن عصر الخلفاء الراشدين كان شاهد على تحقيق هذه الحرية لغير المسلمين بل ومراعاة العدالة معهم والحفاظ على حقوقهم وحفظ حقوق الأقليات الدينية أما بالنسبة للعرقية فقد قضى عليها الإسلام حيث أكد أنه لا فرق بين عربي و أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح ولكنها عادت لتظهر في عصور تالية نتيجة لعوامل الفساد .
-         كانت الخلافة الراشدة تحافظ على الحقوق و الحرمات وتحقيق العدالة بمعناها الشامل وليس مجرد حصرها في عدالة إجتماعية منقوصة ،والحفاظ على كرامة الناس و أدميتهم وقد ذكرت من قبل مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا في قصة القصاص للمسيحي المصري من عمرو بن العاص رضي الله عنه و إبنه .
-         مارس الخلفاء الراشدين تداول السلطة على قيادة الجيوش وكانت الأفضلية للأكفأ وكذلك تم تداول السلطة على الأمصار ،وحتى بالنسبة للخلافة الراشدة حينما قال سيدنا عثمان رضي الله عنه أنه يحكم بتفويض من الله عارضه سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في هذا الفهم وهذا يعني أن هذا كان فهم غير متفق عليه و إنما كان خاص بسيدنا عثمان رضي الله عنه والذي بشره رسول الله بالشهادة وقد خالف هذا القول باقي الصحابة .
-         بالنسبة للحياة الحزبية نجد القرآن الكريم قد ذكر التحزب حوالي ثلاث مرات في القرآن الكريم فذكر القرآن حزب الله و أنهم هم الغالبون وهم من ينحازون لحق الله و ذكر حزب الشيطان وهم أهل الضلال و الفتن و كذلك ذكر مرة ثالثة التحزب بأن كل حزب يذهب بما لديهم فرحين وهذا إشارة للتعصب و الإستقطاب الذي يطغى على رؤية و إتباع الحق فيعمي الأبصار عن الطريق المستقيم و يتضح لنا من ذلك أن القرآن لم ينكر التحزب ولكنه أنكر الممارسات السيئة للتحزب والتي تؤدي للضلال و التعصب لغير الحق .
-         أما إجتماع الناس لصلاة الجمعة فكان للصلاة ومن بعدها لمناقشة أمور الرعية والبحث في مشاكلهم وكان هذا بمثابة برلمان إسلامي ونذكر المرأة التي راجعت سيدنا عمر بن الخطاب في أمر المهور وكيف ردته عن ما إنتوى بحجة قوية من القرآن الكريم .

أما من إدعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقام دولة دينية وليست دولة سياسية فهذا من كلام المنافقين الذين يريدوا عزل الدين الإسلامي في المنزل و حجبه عن كافة شئون الحكم والدولة .
ولكي نوضح ذلك فيجب أن نعرف أن الدولة في المفهوم الحديث تقوم على عقد إجتماعي بين الحاكم والمحكومين و أن يرتضي هؤلاء المحكومين عن بنود هذا العقد ويتوافقوا على تحقيق هذه البنود في كافة أركان الدولة وشئون الحياة .
وكان هذا الميثاق والعهد الذي إرتضى به أغلبية الأمة الإسلامية هو القرآن الكريم وحدوده و أحكامه ولكن في عصرنا هذا و عصور ما بعد عصر النبوة والخلفاء الراشدين إستبدل هؤلاء ميثاق القرآن الكريم ومعه السنة النبوية الصحيحة بميثاق آخر وهو الشريعة التي هي تفسير للقرآن و بها ما قد أصاب وبها ما أخطأ من التفاسير، بالإضافة لإستحداث مصادر جديدة للفقه والتشريع ما أنزل الله بها من سلطان مثل سد الذرائع و الإستحسان وغيرها ورغم أن الحدود في القرآن قليلة للغاية و كذلك الأحكام فنجد من الفقهاء من إستحدثوا حدود و أحكام ليس لها سند في القرآن والسنة النبوية المشرفة وليس لها حجة يمكن الرجوع إليها .
لا أنكر بعض هذه الأحكام التي ليس لها أصل في الكتاب والسنة كقوانين متغيرة ووضعية تناسب العصور التي وضعت فيها و لكن أن تنسحب على الإسلام وتنسب إليه دون بينة فهذا ما أرفضه وقد يحتج قائليها بإستحداث مصادر ليس لها أصل فهذا عجيب .
 كان أكثر ما تناوله القرآن الكريم هو الحقوق والحريات عكس الحدود التى كانت محدودة فنجد من الآثام مالم يضع له القرآن حد مثل ترك الصلاة وهي كبيرة من الكبائر ومع ذلك لم يوجد لها رب العزة عقاب دنيوي وكذلك نجد الكذب فهو إثم ولكن عقابه أخروي أو متروك لرب العزة و كذلك حجاب المرأة الذي هو فريضة لا محال ولكن أيضا عقاب تركه لله ولكن نجد بعض الفقهاء قد إستحدثوا حدود لتارك الصلاة دون حجة من كتاب أوسنة أو حتى أصل من عصر الخلفاء الراشدين ،وكذلك الزنى نجد عقابه لله أخروي إلا إذا شاهده أربعة أشخاص وهو بمعنى إشاعة الفاحشة !في حين نجد من الفقهاء من إستحدثوا حدود لأمور أقل من ذلك بكثير ووصفها على أنها زنا ،ونتذكر سيدنا عمربن الخطاب حينما رأى حادثة زني بين رجل و إمرأة فأراد أن يخبر الناس فمنعه سيدنا علي كرم الله وجهه إلا أن يأتي بأربعة شهداء أو أن يقام الحد على سيدنا عمر نفسه وهو أمير للمؤمنيين إن لم يأتي بالشهداء أو يسكت عما شاهد .
ومن أخطر ما إستحدثه الفقهاء هي هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي ما أنزل الله بها من سلطان وهي هيئات لتتبع العورات و إنتهاك الحرمات والتلصص على الناس ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام لابد أن يتبعه الحكمة والموعظة الحسنة وطيب النفس وتقبل الطرف الآخر للنصيحة وإختيار الزمان والمكان المناسبين لذلك إلا إذا كانت حادثة إكراه من شخص لآخر على فعل حرام فوقتها وجب التدخل باليد .
أردت أن أضيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولى طفل عمره 12 عاما أمر ولاية قبيلته لأنه كان أعلمهم وهذا الكلام موجه للجهلاء الذين يريدون مجلس شعب من محدودي التعليم و الجهلاء الذين من المفروض أن يقودوا أمة بحجة المساواة ولم يعلم هؤلاء أن حتى المساواة لها شروط وهي تفضيل صاحب العلم والكفاءة للصالح العام والمصلحة مطلوبة شرط آلا تخالف الشرع والدين فإذا ما خالفت المصلحة شرع الله وجب الشرع وسقطت المصلحة لإقامة الحق الذي هو أولى .
وفي النهاية بعض الحكام الذين حكموا الأمة الإسلامية تحت حكم ملكي بعضهم كان في بعض الأمور يحكم بالإسلام و في أمور أخرى كانوا يحكمون بالهوى ونذكر هنا حكم عمر بن عبد العزيز رحمه الله وما شهدته فترة حكمه من رخاء وعدل وكذلك فترة حكم هارون الرشيد وما شهدته من نهضة علمية ولكن هذه الممالك لا ترتقي لفترة حكم الخلافة الراشدة التي هي النموذج الأمثل والوحيد للحكم الإسلامي الراشد .

                                           والسلام على من إتبع االهدى



                                  

مقاصد الشريعة

بسم الله الرحمن الرحيم
(7)                                                                                             
مقاصد الشريعة:-                                                                                                                   
قال تعالى ( يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون * و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) صدق الله العظيم
                                                                                                   
أردت اليوم التكلم عن موضوع أثار العديد والعديد من المناقشات وهو مقاصد الشريعة الإسلامية ؟
ونحن نعلم أن هناك علم من علوم االشريعة يسمى علم المقاصد ولست أدري من سماه علم على وجه الدقة ؟
لا شك أن للقرآن الكريم مقاصد سامية وبما أن الشريعة هي تفسير للقرآن فلابد إذن أن ما صح من تفاسيرها ينسحب عليه نفس المقاصد الجليلة ، ولكن هل نحن كبشر وبعقولنا المحدودة نستطيع حصر كل مقاصد الدين الذي أنزله رب العالمين ، ربما نستطيع إدراك بعض هذه المقاصد حقا ولكن أن نحصرها ونلم بكل معانيها و مقاصدها فهذا مستحيل .

لا أدعي أني قمت بدراسة ما يسمى بعلم المقاصد ولكني قرأت عنه ما يكفيني لتكوين فكرة شبه متكاملة عنه لذلك أرفض تسميته بالعلم ومما قيل عن هذه المقاصد وهي حسن التدبير ، جلب المنافع ودرء المفاسد و لست أدري عن آي تدبير يقصد هل هي تدابير الدنياأم تدابير الأخرة و ما المقصود بالمنافع فما هو منفعة لشخص هو مفسدة لآخر و العكس بالعكس و ما المقصود بدرء المفاسد فما هو مفسدة لشخص فقد يكون منفعة لآخر !
وعلى سبيل المثال فقد يكون منفعة شخص فلاح أن يروي أرضه أولا وتكون هذه المنفعة هي مفسدة لشخص آخر أيضا يريد أن يروي أرضه أولا ، أو قد تكون مصلحة حاكم في كثرة ماله و سلطانه ويكون هذا مفسدة بالنسبة للرعية وغير ذلك من الأمثلة ، الأدهي هو أنه كيف تؤخذ قاعدة عامة في الإسلام من غير الكتاب والسنة و كيف نقبل بقول بشري لا يستطيع أن يلم بكل أحوال البشر فنأخذ منه قاعدة عامة لم يقل بها القرآن ولا رسول الله  !
وسنجد من الضلالات التى قال بها من إدعوا هذا العلم أن لكل حكم في القرآن مقصد وقد إدعوا العلم بهذا المقصد ويجب وجوب تحقيق هذا المقصد بعقولهم المحدودة فقالوا مثلا أن مقصد الحجاب هو منع الفتن وبما أن وجه المرأة فتنة فيجب تغطيته !
ولست أدري لما لم يقولوا بوجوب تغطية وجه الرجل إذا كان وسيم ووجهه فتنة للنساء !
وقالوا بأن الإختلاط يفتح باب للفتن وبما أن الشريعة مقصدها منع الفتن فلابد من منع الإختلاط لغلق باب الفتن !
وقد وصل أصحاب هذا الفكر لأبعد من ذلك من الضلال فقالت بعض فرق الضلال في الفكر الصوفي أن مقصد الصلاة هو التقرب من الله فإذا وصل المرء لدرجة ولي من أولياء الله فلا حاجة له في إقامة العبادات لأنه وصل بالفعل للمقصد !فمنع بعضهم الصلاة وغيرها من العبادات !
و أنا أسأل هؤلاء الذين يدعون بعلم المقاصد ما المقصد من أن تكون زكاة المال 2.5% إذا كانوا قد ألموا بمقاصد الشريعة وما المقصد من أن تكون صلاة المغرب ثلاث ركعات لماذا لا تكون أكثر حيث الزيادة زيادة في التعبد ؟!
إذن لا يستطيع البشر بعقليتهم المحدودة حصر كل مقاصد القرآن الكريم وما أتي به من أحكام و حدود و تشريع و أخلاقيات ربما نصل كبشر لبعض هذه المقاصد و لكن الإدعاء بحصرها هو نوع من التخريف و الإستخفاف والجهل فالمقاصد عديدة و سامية قد ندرك بعضها وقد لا ندرك البعض الآخر لذلك الإدعاء بإمكانية الإلمام بكل مقاصد التشريع القرآني هو قمة الجهل .
قرأت أيضا قول لإبن تيميه أن أن مقصد منع الخمر هو أن يكون المسلم بكامل عقله في الصلاة ورغم أن هذا قد يكون أحد الأسباب إلا أنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من يشرب الخمر يزني ويقتل دون أن يدري لذهاب عقله إذن الأسباب كثيرة ومتعددة ولا يمكن الحصر.
 و القول بان مقاصد الشريعة هي حفظ االنفس و المال والعرض فهذا كلام حسن ولكنه كلام عائم لا تستطيع أن تحدده بمقاييس محددة حقا الإسلام أمر بحفظ المال والعرض و النفس و كذلك حفظ الحرمات فحرم التجسس وحفظ كذلك العهود والمواثيق و حفظ الدين وحفظ .....ألخ
 فكم من الأمور التى حفظها الإسلام للإنسان بوجه عام وللمسلم بصفة خاصة ولكن كل ما حفظه الإسلام من حقوق كان بنصوص ثابتة وواضحه وكان من أهم ما حفظه الإسلام القصاص و العدل فلا يجرمنكم شنآن قوم على آلا تعدلوا إعدلو هو أقرب للتقوى ا.

والسلام على من إتبع الهدى          

كيفية تقييم الفكر

سم الله الرحمن الرحيمِ
                                                   (3)
تقييم الفكر :-
قال تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا أن الله شديد العقاب ) 25 سورة الأنفال صدق الله العظيم
قال تعالى ( و إذا تتلى عليهم أياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين * و إذ قالوا اللهم إن كان هذا هم الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم ) 32 سورة الأنفال صدق الله العظيم
كيفية تقييم الفكر و المفكر ؟
إعتادت وإستقرت البشرية على تقييم المفكر بناء على قدرته على صياغة فكره بأسلوب سلس و جيد وترابط هذا الفكر و أحيانا لأسلوبه الشيق و الممتع للبعض ، و إنسياب هذه الأفكار و تواصلها .
كذلك بقدرة هذا المفكر على جذب أكبر عدد من االمعجبين بهذا الفكر بإتباعه ونشره أو على الأقل الحرص على متابعة كل جديد في هذا الفكر ، كذلك في بلادنا وبلاد أخرى يكون تقييم قيمة الكاتب أو المفكر بالإيجاب بناء على ما يحصل عليه من جوائز خاصة إذا كانت جوائز دولية وهي أحد أسباب تقدير المفكر التى إستحدثت منذ فترة زمنية قريبة !
ولكن التاريخ أثبت لنا أن هذه الطرق لتقييم وتقدير الفكر والمفكر غير صحيحه فكم من مفكر كان أسلوبه شيق و جذاب وله أتباع كثر ولكنه قدم للإنسانية فكر فاسد أضل الناس و كان سبب في شقاء الكثير من البشر .
نجد على سبيل المثال نجيب محفوظ وهو رجل أديب إمتلك أدوات صياغة الأدب بحرفية شديدة وحصل على جائزة نوبل عن روايته أولاد حارتنا ولكن ماهو الفكر الذي قدمه نجيب محفوظ في روايته لقد إتهم رب العزة في روايته بالظلم والعياذ بالله فهل هذا الفكر يستحق التقدير ؟
لا نطالب أبدا بالحجر أو الوصاية على فكر أحد أوتكفيره أومصادرةالفكر المخالف لنا كما فعلت أمريكا مع الفكر الشيوعي لكارل ماركس فحاربته بكل ما أوتيت من قوة وحرمته كذلك وذلك تحقيقا لصالح الغرب الرأسمالي ولنشر فكرهم الرأسمالي للسيطرة على العالم و كذلك محاربتهم للفكر الفاشي لموسوليني و الفكر النازي لهتلر ، ولكننا نطالب بالنقد البناء ومقارعة الحجة بالحجة و آلا ننخدع بحصول المفكر على جائزة دولية أو كثرة أتباع .
لذلك علينا أن نسأل هل ما قدم لنا هذا المفكر أو كاتب المقال أو الكتاب هل هو فكر منحرف أم مستقيم ؟ هل هو فكر بناء أم هدام ؟ هل يستحق هذا الفكر التقدير أم لا ؟ ماذا نستطيع أن نأخذ من هذا الفكر وماذا نستطيع أن نترك منه خاصة و انه لا يوجد فكر بشري كامل ولابد أن به عوامل نقصان وهذا لا يقلل من الفكر الجيد ولكنها طبيعة بشرية .
تعودت منذ سنوات بعيدة و أنا أقرأ كتاب أو مقال أن أقرأه بعين الناقد المدقق الفاحص المنتبه ولا أخذ هذا الفكر على علاته وأن أقوم بفرز وتنقيح ما أقرأ و أراعي في تلقي هذا الفكر وتقييمه الأتي :-
-         توجهات الكاتب السياسية والفكرية والدينية .
-         أخلاقيات هذا الكاتب ومبادئه من عدمها ومدى تلونه إذا كان متلون .
-         درجة ذكاء المفكر و مدي قوة شخصيته أو ضعفها ومدي ثبات هذا المفكر على الحق من عدمه بما يسمح بالتأثير على كتابته من عوامل خارجية .
-         الدوافع التى حفزت هذا المفكر على طرح فكره .
-         هل ما يطرحه المفكر هو أفك أم حقائق .
-         هل أفكار المفكر أو الكاتب نافعة أم مضللة .
-         أن أتقبل كل ما جاء به هذا المفكر من حق حتي لو خالف فكري وترك كل ماهو فاسد من فكره .
-         لا أتأثر كثيرا فى تقييمي لهذا الفكر بشهرة هذا المفكر أو الكاتب .
-         مدى قرب أو بعد هذا الكاتب عن الحاكم و أمور الحكم خاصة في مصدر رزقه .
-         هل هذا الكاتب يعتذر إذا ما أخطأ ويتقبل العقاب بصدر رحب ؟ويراجع ويحاسب نفسه أم يصر على مواقفه الخطأ إذا ثيت خطأه .
-         حجة الكاتب القوية في فكره هي أكبر دافع لتلقي هذا الفكر.
-         مدى ما يتمتع به المفكر من علم وعقل .

إذن يجب على القارئ أن يكون لديه بصيرة وعين ثاقبة وفطنة وكياسة للتدقيق فيما يتلقى من أفكار ومحاولات تشكيل فكره من قبل الآخرين و عملية غسيل المخ التي برع فيها الكثير من الأفاقين في عصرنا هذا .
قرأت سؤال لأحد الشباب على شبكة الانترنت يسأل أيهما تختار الدين أم العلم إذا ما خالف العلم الدين ؟ ثم أضاف ذلك الشاب أن العلم يتقدم بصفة مستمرة ولكن الدين ثابت !
ولكي أرد على هذا الشاب فيجب أن يعلم أن العلم ليس فقط يتقدم ولكنه أيضا يتغير حيث كان في الماضي مسلمات علمية ثم إستبدلت اليوم بمسلمات جديدة بسبب تقدم وتجدد العلم وهذا يعني بكل بساطة أن العلم الذي خلقه الله لم يستطيع الإنسان أن يكتشف منه إلا القليل و هذا يعني أن علم الإنسان غير مكتمل ما دام هناك المزيد من الإكتشافات يوما بعد يوما .
ولكن الدين ورغم ثبوته و إكتماله إلا أن فهمنا لهذا الدين متغير متطور مع تقدم الفكر وتجدد العلم وعلى سبيل المثال فإن المسلم قديما لم يكن يعرف بالتحديد معني الأية التى تذكر البحر المسجور ولكن مع تقدم العلم عرفنا أن في قاع المحيطات نيران مشتعلة ، كذلك آية والأرض بعد ذلك دحها علمنا أن شكل الكرة الأرضية بيضاوي وهذا معنى دحها وغيرها من الآيات الذي اتى العلم بما يثبت هذا الإعجاز العلمي للقرآن وقديما لم يكن يعلم المسلم سوي الإعجاز اللغوي للقرآن .
وبما ان العلم لم يكتمل فإذا ظهر منه ما يخالف الدين فلن ننكره ولن نقبله حتي يثبت العكس إلا إذا كان هذا العلم يخالف وجود الله ووحدانيته فهذا ما نرفضه تماما أما ما عدا ذلك فربما يكون فهمنا نحن هو الخاطئ لبعض الأمور فنراجع فكرنا أو أن العلم لم يكتشف المزيد بعد .
                                         والسلام على من إتبع الهدى


كيفية تقييم الفكر

سم الله الرحمن الرحيمِ
                                                   (3)
تقييم الفكر :-
قال تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا أن الله شديد العقاب ) 25 سورة الأنفال صدق الله العظيم
قال تعالى ( و إذا تتلى عليهم أياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين * و إذ قالوا اللهم إن كان هذا هم الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم ) 32 سورة الأنفال صدق الله العظيم
كيفية تقييم الفكر و المفكر ؟
إعتادت وإستقرت البشرية على تقييم المفكر بناء على قدرته على صياغة فكره بأسلوب سلس و جيد وترابط هذا الفكر و أحيانا لأسلوبه الشيق و الممتع للبعض ، و إنسياب هذه الأفكار و تواصلها .
كذلك بقدرة هذا المفكر على جذب أكبر عدد من االمعجبين بهذا الفكر بإتباعه ونشره أو على الأقل الحرص على متابعة كل جديد في هذا الفكر ، كذلك في بلادنا وبلاد أخرى يكون تقييم قيمة الكاتب أو المفكر بالإيجاب بناء على ما يحصل عليه من جوائز خاصة إذا كانت جوائز دولية وهي أحد أسباب تقدير المفكر التى إستحدثت منذ فترة زمنية قريبة !
ولكن التاريخ أثبت لنا أن هذه الطرق لتقييم وتقدير الفكر والمفكر غير صحيحه فكم من مفكر كان أسلوبه شيق و جذاب وله أتباع كثر ولكنه قدم للإنسانية فكر فاسد أضل الناس و كان سبب في شقاء الكثير من البشر .
نجد على سبيل المثال نجيب محفوظ وهو رجل أديب إمتلك أدوات صياغة الأدب بحرفية شديدة وحصل على جائزة نوبل عن روايته أولاد حارتنا ولكن ماهو الفكر الذي قدمه نجيب محفوظ في روايته لقد إتهم رب العزة في روايته بالظلم والعياذ بالله فهل هذا الفكر يستحق التقدير ؟
لا نطالب أبدا بالحجر أو الوصاية على فكر أحد أوتكفيره أومصادرةالفكر المخالف لنا كما فعلت أمريكا مع الفكر الشيوعي لكارل ماركس فحاربته بكل ما أوتيت من قوة وحرمته كذلك وذلك تحقيقا لصالح الغرب الرأسمالي ولنشر فكرهم الرأسمالي للسيطرة على العالم و كذلك محاربتهم للفكر الفاشي لموسوليني و الفكر النازي لهتلر ، ولكننا نطالب بالنقد البناء ومقارعة الحجة بالحجة و آلا ننخدع بحصول المفكر على جائزة دولية أو كثرة أتباع .
لذلك علينا أن نسأل هل ما قدم لنا هذا المفكر أو كاتب المقال أو الكتاب هل هو فكر منحرف أم مستقيم ؟ هل هو فكر بناء أم هدام ؟ هل يستحق هذا الفكر التقدير أم لا ؟ ماذا نستطيع أن نأخذ من هذا الفكر وماذا نستطيع أن نترك منه خاصة و انه لا يوجد فكر بشري كامل ولابد أن به عوامل نقصان وهذا لا يقلل من الفكر الجيد ولكنها طبيعة بشرية .
تعودت منذ سنوات بعيدة و أنا أقرأ كتاب أو مقال أن أقرأه بعين الناقد المدقق الفاحص المنتبه ولا أخذ هذا الفكر على علاته وأن أقوم بفرز وتنقيح ما أقرأ و أراعي في تلقي هذا الفكر وتقييمه الأتي :-
-         توجهات الكاتب السياسية والفكرية والدينية .
-         أخلاقيات هذا الكاتب ومبادئه من عدمها ومدى تلونه إذا كان متلون .
-         درجة ذكاء المفكر و مدي قوة شخصيته أو ضعفها ومدي ثبات هذا المفكر على الحق من عدمه بما يسمح بالتأثير على كتابته من عوامل خارجية .
-         الدوافع التى حفزت هذا المفكر على طرح فكره .
-         هل ما يطرحه المفكر هو أفك أم حقائق .
-         هل أفكار المفكر أو الكاتب نافعة أم مضللة .
-         أن أتقبل كل ما جاء به هذا المفكر من حق حتي لو خالف فكري وترك كل ماهو فاسد من فكره .
-         لا أتأثر كثيرا فى تقييمي لهذا الفكر بشهرة هذا المفكر أو الكاتب .
-         مدى قرب أو بعد هذا الكاتب عن الحاكم و أمور الحكم خاصة في مصدر رزقه .
-         هل هذا الكاتب يعتذر إذا ما أخطأ ويتقبل العقاب بصدر رحب ؟ويراجع ويحاسب نفسه أم يصر على مواقفه الخطأ إذا ثيت خطأه .
-         حجة الكاتب القوية في فكره هي أكبر دافع لتلقي هذا الفكر.
-         مدى ما يتمتع به المفكر من علم وعقل .

إذن يجب على القارئ أن يكون لديه بصيرة وعين ثاقبة وفطنة وكياسة للتدقيق فيما يتلقى من أفكار ومحاولات تشكيل فكره من قبل الآخرين و عملية غسيل المخ التي برع فيها الكثير من الأفاقين في عصرنا هذا .
قرأت سؤال لأحد الشباب على شبكة الانترنت يسأل أيهما تختار الدين أم العلم إذا ما خالف العلم الدين ؟ ثم أضاف ذلك الشاب أن العلم يتقدم بصفة مستمرة ولكن الدين ثابت !
ولكي أرد على هذا الشاب فيجب أن يعلم أن العلم ليس فقط يتقدم ولكنه أيضا يتغير حيث كان في الماضي مسلمات علمية ثم إستبدلت اليوم بمسلمات جديدة بسبب تقدم وتجدد العلم وهذا يعني بكل بساطة أن العلم الذي خلقه الله لم يستطيع الإنسان أن يكتشف منه إلا القليل و هذا يعني أن علم الإنسان غير مكتمل ما دام هناك المزيد من الإكتشافات يوما بعد يوما .
ولكن الدين ورغم ثبوته و إكتماله إلا أن فهمنا لهذا الدين متغير متطور مع تقدم الفكر وتجدد العلم وعلى سبيل المثال فإن المسلم قديما لم يكن يعرف بالتحديد معني الأية التى تذكر البحر المسجور ولكن مع تقدم العلم عرفنا أن في قاع المحيطات نيران مشتعلة ، كذلك آية والأرض بعد ذلك دحها علمنا أن شكل الكرة الأرضية بيضاوي وهذا معنى دحها وغيرها من الآيات الذي اتى العلم بما يثبت هذا الإعجاز العلمي للقرآن وقديما لم يكن يعلم المسلم سوي الإعجاز اللغوي للقرآن .
وبما ان العلم لم يكتمل فإذا ظهر منه ما يخالف الدين فلن ننكره ولن نقبله حتي يثبت العكس إلا إذا كان هذا العلم يخالف وجود الله ووحدانيته فهذا ما نرفضه تماما أما ما عدا ذلك فربما يكون فهمنا نحن هو الخاطئ لبعض الأمور فنراجع فكرنا أو أن العلم لم يكتشف المزيد بعد .
                                         والسلام على من إتبع الهدى