بسم الله الرحمن الرحيم
(7)
مقاصد الشريعة:-
قال تعالى ( يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم
وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون * و
إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون
ولكن لا يشعرون ) صدق الله العظيم
أردت اليوم التكلم عن موضوع أثار العديد والعديد من المناقشات وهو مقاصد الشريعة الإسلامية ؟
ونحن نعلم أن هناك علم من علوم االشريعة يسمى علم المقاصد ولست أدري من سماه علم على وجه الدقة ؟
لا شك أن للقرآن الكريم مقاصد سامية وبما أن الشريعة هي تفسير للقرآن فلابد إذن أن ما صح من تفاسيرها ينسحب عليه نفس المقاصد الجليلة ، ولكن هل نحن كبشر وبعقولنا المحدودة نستطيع حصر كل مقاصد الدين الذي أنزله رب العالمين ، ربما نستطيع إدراك بعض هذه المقاصد حقا ولكن أن نحصرها ونلم بكل معانيها و مقاصدها فهذا مستحيل .
لا أدعي أني قمت بدراسة ما يسمى بعلم المقاصد ولكني قرأت عنه ما يكفيني لتكوين فكرة شبه متكاملة عنه لذلك أرفض تسميته بالعلم ومما قيل عن هذه المقاصد وهي حسن التدبير ، جلب المنافع ودرء المفاسد و لست أدري عن آي تدبير يقصد هل هي تدابير الدنياأم تدابير الأخرة و ما المقصود بالمنافع فما هو منفعة لشخص هو مفسدة لآخر و العكس بالعكس و ما المقصود بدرء المفاسد فما هو مفسدة لشخص فقد يكون منفعة لآخر !
وعلى سبيل المثال فقد يكون منفعة شخص فلاح أن يروي أرضه أولا
وتكون هذه المنفعة هي مفسدة لشخص آخر أيضا يريد أن يروي أرضه أولا ، أو قد تكون
مصلحة حاكم في كثرة ماله و سلطانه ويكون هذا مفسدة بالنسبة للرعية وغير ذلك من
الأمثلة ، الأدهي هو أنه كيف تؤخذ قاعدة عامة في الإسلام من غير الكتاب والسنة و
كيف نقبل بقول بشري لا يستطيع أن يلم بكل أحوال البشر فنأخذ منه قاعدة عامة لم يقل
بها القرآن ولا رسول الله !
وسنجد من الضلالات التى قال بها من إدعوا هذا العلم أن لكل حكم
في القرآن مقصد وقد إدعوا العلم بهذا المقصد ويجب وجوب تحقيق هذا المقصد بعقولهم
المحدودة فقالوا مثلا أن مقصد الحجاب هو منع الفتن وبما أن وجه المرأة فتنة
فيجب تغطيته !
ولست أدري لما لم يقولوا بوجوب تغطية
وجه الرجل إذا كان وسيم ووجهه فتنة للنساء !
وقالوا بأن الإختلاط يفتح باب للفتن
وبما أن الشريعة مقصدها منع الفتن فلابد من منع الإختلاط لغلق باب الفتن !
وقد وصل أصحاب هذا الفكر لأبعد من ذلك
من الضلال فقالت بعض فرق الضلال في الفكر الصوفي أن مقصد الصلاة هو التقرب من الله
فإذا وصل المرء لدرجة ولي من أولياء الله فلا حاجة له في إقامة العبادات لأنه وصل
بالفعل للمقصد !فمنع بعضهم الصلاة وغيرها من العبادات !
و أنا أسأل هؤلاء الذين يدعون بعلم
المقاصد ما المقصد من أن تكون زكاة المال 2.5% إذا كانوا قد ألموا بمقاصد الشريعة
وما المقصد من أن تكون صلاة المغرب ثلاث ركعات لماذا لا تكون أكثر حيث الزيادة
زيادة في التعبد ؟!
إذن لا يستطيع البشر بعقليتهم
المحدودة حصر كل مقاصد القرآن الكريم وما أتي به من أحكام و حدود و تشريع و
أخلاقيات ربما نصل كبشر لبعض هذه المقاصد و لكن الإدعاء بحصرها هو نوع من التخريف
و الإستخفاف والجهل فالمقاصد عديدة و سامية قد ندرك بعضها وقد لا ندرك البعض الآخر
لذلك الإدعاء بإمكانية الإلمام بكل مقاصد التشريع القرآني هو قمة الجهل .
قرأت أيضا قول لإبن تيميه أن أن مقصد
منع الخمر هو أن يكون المسلم بكامل عقله في الصلاة ورغم أن هذا قد يكون أحد
الأسباب إلا أنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من يشرب الخمر يزني ويقتل
دون أن يدري لذهاب عقله إذن الأسباب كثيرة ومتعددة ولا يمكن الحصر.
و القول بان مقاصد الشريعة هي حفظ االنفس و
المال والعرض فهذا كلام حسن ولكنه كلام عائم لا تستطيع أن تحدده بمقاييس محددة حقا
الإسلام أمر بحفظ المال والعرض و النفس و كذلك حفظ الحرمات فحرم التجسس وحفظ كذلك
العهود والمواثيق و حفظ الدين وحفظ .....ألخ
فكم من الأمور التى حفظها
الإسلام للإنسان بوجه عام وللمسلم بصفة خاصة ولكن كل ما حفظه الإسلام من حقوق كان
بنصوص ثابتة وواضحه وكان من أهم ما حفظه الإسلام القصاص و العدل فلا يجرمنكم شنآن
قوم على آلا تعدلوا إعدلو هو أقرب للتقوى ا.
والسلام على
من إتبع الهدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق