الاثنين، 29 أبريل 2013

شرح حديث ناقصات عقل ودين


بسم الله الرحمن الرحيم
                                                                   (5)


شرح حديث ناقصات عقل ودين:-

قال تعالى ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين * وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فأمنوا بالله ورسله و إن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ) 178 ،179 سورة آل عمران

قال تعالى ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * و أما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) 123 ،124 سورة التوبة

• إستغل العديد من الفقهاء حديث ناقصات عقل ودين أسوأ إستغلال وبنوا عليه أحكام ما أنزل الله بها من سلطان لقمع المرأة والتعسف ضدها وحرمانها من حقوقها التي أعطاها لها رب العالمين ، فأساءوا للدين وللمرأة وذلك وفقا لأهواءهم وذكوريتهم .
• و نجد أن هذا الحديث لم يترتب عليه آي أحكام تسيئ للمرأة أو تقلل من مكانتها سواء في عصر النبوة أو في عصر الخلفاء الراشدين .

• و لم يمنع هذا الحديث أبدا من أن تكون السيدة عائشة رضي الله عنها من أكبر الفقهاء للأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول ولم يمنع عمر بن الخطاب من أن يعين وزيرة للحسبة ، كما لم يمنع أمهات المؤمنين من الفتوى ومن ذلك سؤال سيدنا عمر بن الخطاب لإبنته السيدة حفصة عن حكم فقهي لمدة غياب الزوج عن زوجته .

• في حين أن بعض الجهلاء في عصرنا هذا وفي عصور سابقة قاموا بتعميم هذا الحديث كحكم عام لإستصدار أحكام تضر بالمرأة وتضطهدها ، والحديث كان في حادثة خاصة ويفسر الحديث أية قرآنية تجعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل ولم يترتب على هذا الحديث إلا هذا الحكم الذي ورد فيه نص قرآني .

• وقد ورد الحديث الشريف في روايات عدة بأشكال مختلفة أو بروايات مختلفة وهذه إحدى الروايات التى وردت في حديث ناقصات عقل ودين .
• والحديث النبوي الشريف هو أنه ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه في عيد الأضحى أو عيد الفطر مر بنساء يجلسن أمام منزل فقال ( يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ، فقلن وبم يا رسول الله فقال ( تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس إذا ما حاضت المرأة لم تصل و لم تصم قلن بلى قال فذلك نقصان دينها و قال أليس شهادة المرأة نصف شهادة الرجل قلن بلى قال قال فذلك نقصان عقلها ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

• وقد جاء العلم ليثبت أن المرأة أثناء الدورة الشهرية و أثناء الحمل تتعرض لإضطرابات نفسية وعصبية تجعلها تنفعل في فترات معينة لأشياء بسيطة كما أثبت العلم أنها في هذه الفترات قد يقل تركيزها وقد تلتبس عليها الألوان لذلك جعل الخالق عز وجل شهادة المرأة تكمل بشهادة إمرأة أخرى حتى إذا ما نسيت أمر تذكر أحداهما الأخرى .

• وهذا الحديث لا ينقص من قدرات المرأة على التفكير السليم و إلا لما تعرضت المرأة في الإسلام للإفتاء في أمور الدين كما أتساءل أيهما أشد خطورة الفتوى في الدين أم الشهادة ؟

• أما ما قلت من قبل عن الأحاديث الموضوعة فلم أكن من قال بهذا و لكن قال به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هناك من سيكذب عليه في الأحاديث المذكورة عنه ومن يفعل ذلك فليتبوء مقعده من النار،وقد سألوا الرسول عما يفعل وقتذاك فقال يؤخذ بالقرآن إذا خالف الحديث القرآن الكريم .

• وقد أخطأ الفقهاء في أمور بالغة الخطورة حينما تصدروا للفقه حيث تجاهل بعضهم السنة الفعلية لرسول الله و إعتمدوا بالشكل الأكبر على السنة القولية رغم أن كلاهما يكمل بعضهم الآخر ، كذلك نجد بعض الفقهاء أخذوا حوادث خاصة و أحاديث ترتبط بأمور خاصة وقاموا بتعميمها بأحكام عامة لا يمكن أن تنطبق على أصل الحادثة التى وردت عن الرسول والتى قيل فيها الحديث النبوي الشريف ومن هذه الأحاديث الأتي:-

• كحديث رضاع الكبير وهو عن سيدة من الصحابة قد تبنت هي وزوجها طفل وقاموا بترتبته حتى صار غلام ثم نزلت سورة تحريم التبني وتحليل كفالة اليتيم فسألت الصحابية الرسول عن دخول هذا الغلام عليها فقال لها أن تنزل في إناء لبن من ثديها ثم يشربه الغلام خمس مرات فيصير محلل له دخوله عليها ورغم أن الحديث قد يكون موضوع و إلا كيف تنزل المرأة من ثديها لبن وهي ليست في فترات حمل ورضاعة إلا أنه لو إفترضنا صحة الحديث فهل يعقل ما أقامه السفهاء ممن يقال لهم فقهاء من أحكام تترتب على هذا الحديث الذي لا يترتب عليه آي حكم إلا إذا تكررت نفس الحادثة بكل تفاصيلها ،لا أريد أن أتعرض لما قاله الفقهاء في ذلك الأمر لأنه فحش ومقزز ولا يخرج من عالم دين !؟

• كذلك نجد حادثة ختان الإناث والحديث النبوي الذي قيل فيها و هي ربما كانت حالة خاصة كتشوه أو تجميل و لا يتكرر إلا إذا كانت هناك حالة مماثلة خاصة أن رسول الله لم يختتن بناته و لا الصحابة ولا أحد في الجزيرة العربية يقوم بالختان للإناث و إنما كانت عادة فرعونية ولكن هناك من الفقهاء من يصر على ختان الإناث وأنه من الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وذلك عكس ختان الذكور الذي أمر به الإسلام وطبقه المسلمون وقد أثبت العلم أن الختان ضرورة للذكور و إلا يصابوا بأمراض عديدة إن لم يختنوا .

• وكذلك نجد بعض الفقهاء يتجاهل تماما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن خير الرجال هو من لا يضرب النساء ولا يكاد أحدهم يذكر هذا الحديث بل لا يعده البعض حديث من الأصل تبني عليه أحكام ؟!!!!!!!!!!!!!!
• هناك العديد من الأحاديث النبوية التى ذكرت في حوادث خاصة ولا يترتب عليها حكم إلا إذا تكررت بأدق تفاصيلها ولكن لا يتسع المجال لحصرها الأن .
والسلام على من إتبع الهدى
Top of Form


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق