بسم الله الرحمن الرحيم .
(21)
الشعارات الدينية بين الإباحة و التحريم
*يهاجم البعض الشعارات الدينية في الدعاية الإنتخابية و معظم هؤلاء أخذوا
هذه الفكرة من الغرب و كل غرضهم هو إستبعاد الدين عن الساحة السياسية و إن كان
بعضهم له وجهة نظر جيدة وهي أن هذه الشعارات تستغل جهل الفئات الأمية ويندفعوا
بعواطفهم الدينية في إختيارهم .
* على الجانب الآخر معظم من يستغلوا هذه الشعارات إما يستغلوا جهل الجهلاء
أو هم أنفسهم جهلاء ويكون أغراضهم مصالح شخصية أو دنيوية أو الوصول للمنصب .
* ولكن رغم ذلك لا تستطيع أن تمنع شخص يرفع على لافته له آية قرآنية أو
مثلا رفع على لوحاته الدعائية مقولة دينية.
* ولكن أيضا لا ننسى كيف تم إستغلال الشعارات الدينية لدفع الناس للموافقة
على الإعلان الدستوري الفاسد للجيش وقاد بعض الجهلاء جموع الشعب للموافقة على
الإعلان الدستوري بإسم الدين والدين منهم براء .
* إذن كيف تحل هذه المعضلة وكيف تستخدم الشعارات الدينية دون استغلال جهل
البعض و تضليلهم ؟
الحل من وجهة نظري هو التعميم وليس التخصيص بمعنى استعمل الشعار الديني
كيفما تشاء و لكن لا تسقطه على شخص أو جماعة أو حزب أو على إختيار من الإختيارات .
بمعنى آخر إن من حق كل شخص أن يرفع الشعار الديني الذي يريد شرط أن لا يقول
للناس أن إختياره هو الحلال أو الشرع و أن إختيار سواه هو الحرام والباطل ،ارفع
الشعار الديني كيفما تشاء على وجه العموم دون إسقاط هذا الشعار على أحد أو تخصيصه
لفئة دون أخرى .
بمعنى آخر أن تقول للناس قول الإمام الشافعي رحمه الله إن رأيي صواب يحتمل
الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ما دمنا لا نناقش حدود وفروض فرضها الله عزوجل
وحتى لا يفهم أحد ما قلته خطأ فالرأي السابق لا يمنعك من مهاجمة سياسي فاسد ثبت
فساده و إنحرافه وحياده عن طريق الحق ،ففي هذه الحالة عليك أن توضح للناس مدى
فساده ومواطن الإفساد .
إذن على عليك أن تعرض برنامجك وتبين ما فيه من فائدة لصالح الشعب من وجهة
نظرك وطاعة الله فيما أمر و أترك الناس تختار دون أن تدعي أن إختيارك هو الصواب
والحلال و غيره حرام وخاطئ ،أقنع الناس بالحجة والدليل ولا تفرض عليهم شئ .
والأفضل من كل ذلك هو أن تخصص الدولة قنوات تليفزيونية لتوعية الناس
بحقوقهم وما عليهم من واجبات وتثقف الناس و ترفع من درجة وعيهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق